القائمة الرئيسية

الصفحات

إدمان الجنس: حلوه ومره


حلوه:
في المراحل الأولى تكون لدينا رغبة طاغية (هل هي حاجة ملحة بالفعل؟) لعمل مثير، أو تفاعل، أو تخيل يعطي إحساساً بالنشوة. شيء ما يخرجنا من ذواتنا. إنه شيء يعطي راحة ومتعة، لذلك ننجذب إلى طلبه كثيراً.
في البداية تكون ممارستنا للشهوة طريقة ممتعة للتعامل مع الصراع الداخلي أو الضغط أو الألم الذي يبدو أنه مفرط في الشدة. ثم نبدأ في التطور تدريجياً. وهكذا، فإن إدمان ممارسة الجنس مع أنفسنا أو مع الآخرين يبدأ في الانطلاق، وكما يحدث في أنواع الإدمان الأخرى، فإن الجنس يساعد على تقليل شدة التوتر، وتخفيف حدة الاكتئاب، وحل الصراعات أو إتاحة طريق ما للتعامل مع موقف صعب في الحياة أو القدرة على اتخاذ موقف معين كان من المستحيل اتخاذه من قبل. ومهما كانت الصورة التي يتخذها إدماننا للجنس، فإنه يكون له تأثير ظاهر وهو تقليل الإحساس بالعزلة؛ مما يعطي طمأنينة تجاه نقص المشاعر، والوحدة، والشعور بالتوتر، وهي تكسب الشخص قوة أو تمده بإمكانية للراحة. إن ذلك "الصديق الجديد" لا يعمل فقط على التقليل من حدة الصراعات الداخلية، والإحساس بالملل، والمشاعر السلبية، لكن يقدم لنا أيضاً الإحساس بالاندماج، والفاعلية، ويعطي لنا شعور كاذب بالحيوية. وفي الواقع، أن كل هذه التأثيرات كاذبة أو على أحسن تقدير تكون مؤقتة. وما قد يبدو أنه يعطي حياة واعدة هو في الواقع يسلب حياتنا.
مره:
من المستحيل أن نحدد تماماً متى، أو كيف، أو لماذا بدأت ممارساتنا تأخذ شكل الإدمان. لكن في النهاية تصبغ عملية الإدمان الحياة بصبغتها الخاصة. صبغة ليست لها علاقة بأسبابنا التي بدأنا بها التسليم لشهوتنا في ممارسة الجنس. وعندئذ تختلف ممارستنا للجنس عن الممارسات العادية لأننا نفرط في ممارسة تفكيرنا وسلوكنا الإدماني كما نفرط في تكراره. ونحن هنا نكون مدفوعين لخدمة الكثير من الأهداف الأخرى التي تختلف عن الأهداف الأولية التي كنا نهدف إليها عندما لجأنا إلى الجنس.
ومع الوقت يبدأ الإحساس بالمتعة في التناقص؛ فنحن نشعر براحة أقل. بل أن هذه العادة تبدأ في تسبب الألم لنا، وعندما يثقل حجم الألم ليزيد عن مقدار المتعة، فإن الأعراض البغيضة تبدأ في الظهور: التوتر، الاكتئاب، الغضب، الشعور بالذنب الذي قد يسبب ظهور آلام وأعراض جسدية. ولكننا نرتمي أكثر في أحضان ممارساتنا مرة أخرى للتخلص من الألم. ونستمر في ممارسة الإدمان سعياً وراء راحة مؤقتة. لكن قدرتنا على التحكم في مشاعرنا تبدأ في الانحدار. فيتأرجح سلوكنا ومزاجنا، وعادة ما نكون غير مدركين لمدى سرعة تأرجح مزاجنا وحالتنا الشعورية. لكننا نبدأ أن نرى عرضاً قاسياً له وهو تدمير صداقاتنا الحميمة وعلاقاتنا الاجتماعية.
وفى النهاية، تتعطل قدرتنا على ممارسة حياتنا اليومية. لأن سلوكنا الإدماني يقلل من مستوى وعينا ويبعدنا عن مسار الحياة الطبيعية، لأننا مدفوعين لقضاء وقتاً أطول في التفكير في إدماننا وكيفية تنفيذه.
وفي نفس الوقت، نحن ننكر إدماننا حتى نتجنب ألم إدراك حجم انتهاك الإدمان لحياتنا وسيطرته عليها.
يصبح الإنكار منسوجاً في كياننا. وبرفضنا أن نصغي لذلك الصوت الخافت الهادئ داخلنا، نحن نبدأ عن طريق الإنكار في إيذاء نفوسنا. وبما أن مقاومتنا هي عن طريق الكذب، فإن الإنكار لابد أنه سيضللنا عن حقيقة ذواتنا وحقيقة الآخرين مما يصيبنا بالعمى. وبعد أن كنا غير مستعدين أن نرى حقيقة حياتنا نصبح في النهاية غير قادرين أن نرى الحقيقة.
وأخيرا، فإن الإدمان يصبح فوق الكل في حياتنا. هو أولويتنا، هو قبل قدرتنا على العمل، وفوق استعدادنا أن نحيا في أرض الواقع: وبالتالي فإنه يصعب علينا إنشاء علاقة مريحة مع الآخرين.
في المراحل الأولى، تصبح ممارسة إدمان الجنس هي الوسيلة الأساسية والمصدر الوحيد للمتعة. ثم سرعان ما تصبح غير نافعة بل ينتج عنها مشاكل جديدة يجب التعامل معها. وفي هذه الدائرة الشريرة، يتحول الأمر الذي اعتقدنا أننا نستخدمه  في العلاج إلى مرض؛ وما قمنا باستعماله بصفته دواء قد تحول إلى سم؛ لقد تحول الحل إلى مشكلة.

تعليقات

التنقل السريع