القائمة الرئيسية

الصفحات


وجهة نظر شخصية
من الصعب جداً إدراك مفهوم الشهوة، لكني أشبهها بسيد للرقيق يريد التحكم في غريزتي الجنسية لأغراضه الخاصة وبطريقته الخاصة وحينما يريد. كما أنها مثل ضوضاء ذهنية روحية تعمل على تشويه وانحراف الجنس، تماماً مثل التشويش في جهاز راديو تالف فهو يشوه أي لحن جميل.
إن ضوضاء الشهوة التي أسمح لها بالدخول إلى حياتي فتشوش على ممارسة الجنس من الممكن أن تكون عدة أشياء: ذكريات، تخيلات تتراوح من الشهوانية إلى الانتقام أو حتى العنف، أو قد تكون صورة ذهنية لممارسة جنسية شاذة أو لجسد شخص آخر.
إن الشهوة ليست هي الجنس، وهي ليست أمر مادي. فهي الشاشة التي تعكس انغماس النفس في التخيلات التي تفصلني عن الواقع – إما واقعي الجنسي أو واقع شريكي. لا فارق عندها إن كانت الممارسة مع صديقتي، أو مع امرأة تعمل في الدعارة، أو مع زوجتي. فهي تلغي الهوية الشخصية، سواء كانت هويتي أو هوية الشخص الآخر، كما أنها مضادة للواقع، فهي تعمل ضد واقعي … هي تعمل ضدي.
لا يمكنني أن أختبر وحدة حقيقية مع زوجتي بينما تعمل فيَُ الشهوة لأنه في حقيقة الأمر لا يهمني شخص زوجتي، وقد أشعر أنها حاجز بيني وبين المتعة؛ وهي مجرد أداة لممارسة الجنس. كما أنني لا أشعر بوحدة في كياني عندما أمزق نفسي جزأين لممارسة الجنس مع نفسي. ذلك الرفيق الخيالي الذي قد استحضرته إلى ذهني هو في الواقع يشكل مع الشهوة جزءاً من كياني، إن ممارسة الجنس بمعناه الحقيقي لا تحدث بالإتحاد مع نفسي إذ أن الجنس في هذه الحالة لا ينساب بسبب الوحدة. إن ممارسة الجنس التي تستمد طاقتها من الشهوة تجعل من الوحدة أمراً مستحيل تحقيقه.
في ضوء ذلك نستطيع أن نرى، أنه من الممكن وجود الشهوة بدون الجنس. في الواقع؛ إنه هناك من يقولون أن الشهوة تتملك الذين يتوقفون عن ممارسة الجنس. لكنني أرى أن الشهوة تعمل في داخلي كقوة فتشعل غرائزي الأخرى وتشوهها أيضاً مثل: الطعام، شرب الكحوليات، العمل، الغضب. ن الشهوة ليست رغبة جنسية عارمة. ولكنها قوة روحية تعمل على تشويه كل غرائزي؛ لأنها عندما يطلق لها العنان فإنها لا تكتفي بل تزداد رغبتها للانتقال إلى أماكن أخرى في شخصيتي.
وهي تجتاز جميع الحدود. فعندما أكون مدفوعاً بقوة الشهوة، فإن تخيلاتي وممارساتي الجنسية من الممكن أن تمضي في أي اتجاه، متخذه شكل أي خبرة أفكر فيها. لذلك، فإنه بقدر انغماسي في الشهوة؛ بقدر ابتعادي عن الجنس الحقيقي.
الشهوة هي…….
عدم القدرة على أن أقول لا
أن أكون دائماً معرضاً للخوض في تجارب جنسية
تغيير في اتجاه تفكيري وكأني شخص جائع جنسياً طوال الوقت
عدم الانجذاب إلا للأشخاص الذين يتمتعون بقدر فائق من الجمال
تخيلات شهوانية
استخدام وسائل إعلام شهوانية
إدمان في طريقة التعامل مع الشريك مثل إدماني للمخدرات
فقداني هوية الشريك الذي أمارس الجنس معه
الاستغراق في الرومانسية والاتجاه نحو "المواد الكيماوية"
تلبية رغبات الشهوات الأخرى دون حدود
مفهوم للشهوة من منظور آخر
الشهوة تقتل
إن الشهوة هي أهم أمر بالنسبة لي، فهي تتصدر أولويات حياتي.
حيث أنني مأسور بالشهوة، لا أستطيع أن أكون نفسي.
إن الشهوة تجعلني عبداً لها؛ إذ تقتل حريتي؛ بل بالحري تقتلني.
إن الشهوة تطلب المزيد؛ ذلك لأن الشهوة تكون شهوات أخرى.
إن الشهوة غيورة؛ فهي تريد أن تمتلكني.
إن الشهوة تجعلني غارقاً في ذاتي؛ فهي تدفعني للدخول داخل نفسي.
إن الشهوة تجعل ممارسة الجنس مستحيلة بدونها.
إن الشهوة تدمر القدرة على الحب؛ إذ أنها تقتل الحب.
إن الشهوة تدمر القدرة على استقبال الحب؛ فهي تقتلني.
إن الشهوة تخلق إحساس بالذنب لا مفر منه.
إن الشهوة تجعل جزءاً مني يريد الموت لأني لا أحتمل ما أفعله بنفسي ولا أحتمل عجزي أمام شهوتي.
إنني أوجه الإحساس بالذنب وكراهية الذات لداخل نفسي وللآخرين أكثر فأكثر.
إن الشهوة مدمرة لي ولمن حولي.
إن الشهوة تقتل الروح؛ وروحي هي أنا. الشهوة تقتلني.
ولهذا، فإن مشكلتي الأساسية كمدمن للجنس متعافي هو أن أعيش حراً من الشهوة وذلك بالتنازل عن الشهوة وممارساتها في كل مرة أُجرب بها،. فعندما أرحب بها في أي صورة من الصور فإن آجلاً أو عاجلاً ستحاول أن تفرض نفسها بكل الأشكال. فتصبح الشهوة ليست مجرد مؤشر إلى ما أفعل، ولكن مؤشر عن من أنا.
"من كتاب مدمني الجنس المجهولون"

تعليقات

التنقل السريع